الثوري – كتابات
د. عمر العودي:
لم يكن الإنتماء إلى الحزب الاشتراكي اليمني في يوم من الأيام مجرد تسلية أو من باب الترف بل كان تعبيراً صادقاً عن الإنتماء إلى هموم الوطن وهموم الكادحين من عمال وفلاحين وحرفيين ومثقفين وانتصارا للمعارك التي خاضتها الحركة الوطنية اليمنية على مدى ستة عقود من تاريخ اليمن تجسدت فيه كل القيم والاخلاقيات الوطنية ونكران الذات وتميز فيه أعضاء الحزب بالإخلاص والانضباط الحزبي ونكران الذات وكان البعض فقط وهم قلة ممن كانت عضوية الحزب بالنسبة لهم عبارة عن مطية للتسلق والوصول إلى منافع ذاتية فسرعان ما ينكشف أمرهم عندما يفقدون صفة مهمة يتمتع بها عضو الحزب الا وهي الانضباط الحزبي التي تعني في المقام الأول الحرص على عدم الأضرار بالحزب أو برفاقه من خلال تصرفات غير مسؤولة ينبري فيها الشخص إلى نشر أي قضايا داخلية تعتبر شأناً داخلياً للحزب خارج الأطر الحزبية وتسيئ للحزب وتسيئ إلى قيادته مهما كانت المبررات وجيهة ومثل هذه التصرفات أن دلت على شيئ إنما تدل على انفلات وافلاس اخلاقي والانجراف إلى الإساءة إلى شخصيات قيادية للحزب بصفاتهم الشخصية وعدم احترام لصفاتهم القيادية وأن كان هناك مايجب أن يقال من نقد لهم أو لادائهم الحزبي فذلك من المسلمات والمبادئ الأصيلة في الحزب المتمثلة في ممارسة النقد والنقد الذاتي لكن ليس ذلك النقد الهدام الذي يتناوله البعض خارج الاطر الحزبية بقصد الإساءة للحزب والتشهير بالقيادات الحزبية وهذا يشكل صورة جلية لفقدان الانضباط الحزبي لدى منتسب الحزب ولأن الانضباط الحزبي هو من أهم واجبات عضو الحزب المحددة في النظام الداخلي للحزب فمن غير الممكن أن تستمر صفة العضوية في الحزب في ظل عدم وجود الانضباط الحزبي الذي يلاحظ أن هناك من يتجاهل هذه الصفة أو يتناساها.
من ضمن مؤشرات عدم الانضباط الحزبي هو نشر وثائق الحزب الداخلية في وسائل التواصل الاجتماعي بقصد التشهير بقيادات الحزب والاضرار بالحزب بشكل مباشر اضافة إلى توجية الانتقادات غير البناءة ونشرها في الإعلام أو الوسائط بدلا من تقديمها بشكل لائق إلى الإطار الحزبي الذي ينتمي إليه وهو منظمته الحزبية أو الدائرة التي يعمل في اطارها .
لذلك إن كنا حريصين على الحزب وعلى تاريخه النضالي فعلينا أن نتمتع بنكران الذات وعدم القيام بأي تصرفات تلحق الضرر بالحزب أو برفاقنا سواء بصفاتهم الشخصية أو الاعتبارية، وعلينا أن نحترم الصفة القيادية في الحزب بعيداً عن الشخصنة والاساءة إلى رفاقنا، وكذلك عدم توجيه أي اتهامات أو التشكيك أو التخوين بين أعضاء الحزب فيما بينهم.
وهنا فإن مهمة التشديد على الانضباط الحزبي ملقاة على عاتق دائرة الرقابة الحزبية العليا التي من صلب مهامها ضبط الايقاع في ممارسة العمل الحزبي بكل أشكاله.
وهنا انتهز الفرصة بإرسال التحية الرفاقية المعطرة إلى رفاقي ورفيقاتي الذين لازالوا متمسكين بمبادئ واخلاقيات الحزب التي تعلمتها من القيادات التاريخية ولازالوا على النهج الاشتراكي فكرياً وتنظيمياً وسياسياً ولم ينحرفوا عن مسار الحزب الوطني بحثاً عن مصالح شخصية وأنانية.