Site icon الإشتراكي نت

بين حصار غزة وحصار تعز

 الثوري – كتابات

خالد سلمان

إسرائيل بغواصاتها ومسيراتها الكثيفة تقصف في اليمن، حسب صحيفة كويتية -الجريدة-، وقد سبق وأن كثر الحديث عن الطرف الثالث، وقلنا أن هذا الطرف الغامض هو إسرائيل، التي تتسم عملياتها بالصمت وعدم الإعلان، ومع ذلك تبلِّغ رسائلها الموجعة وتصل إلى الأهداف.

الحوثي يعرف ذلك ومع هذا يرفع الموت لإسرائيل ويقصف الضالع، يطالب بفك الحصار عن غزة ويحاصر تعز، يدافع عن أطفال فلسطين ويقتل مئات الوف من أطفال اليمن، يحملون وجه وقهر طفل الحديدة جميل نعمان يحي عبدالله، الذي يعد آخر قتلى الحوثي بالتعذيب والصعق بالكهرباء.

هذه الجماعة تقصف إسرائيل بشعارات الموت ،في ما هذه الإسرائيل تجوب سماء اليمن، تضرب بأريحية تمركزات الجماعة، تنشر الدمار في ربوع البلاد، وتقحم الحوثي في خانة الخطاب المزدوج: هستيريا الشعار واليد المغلولة، إنتصارات الحناجر وعجز رد الفعل في الميدان. قصف السفن التجارية غير المدججة بالسلاح وهي كل حملة خطابه الإعلامي الموجه لحواضنه، ليس عملاً عسكرياً بل إرهاباً، وليس دفاعاً عن قضية مشروعة بل قرصنة مدانة، وليست دلالة على نواة جماعة يعول عليها في بناء دولة، بل حفنة عصابات لا تؤمن بسلوك الدولة، وفي الأخير جماعة ليس من أولوياتها الدفاع عن مصالح اليمن، بقدر الدفاع عن إيران وتمكينها من جعل باب المندب منطقة نفوذ لتحسين موقعها، كطرف وازن وحاضر بقوة في إقتسام المتطقة نفوذاً وهيمنة وثروات.

الحوثي جلب الدمار لليمن كل اليمن، وأوصل صواريخ الإمريكي لكل الخارطة من الحديدة وصنعاء وتعز وحجة وغيرهم، وحتى مكيراس ونقيل ثرى جنوباً، ولإنه الخطر الذي يعم ولايخص، فمن الطبيعي أن ترتفع إلى هذا المستوى ،القدرة الجمعية على تنسيق المواقف، ومقاربة القراءات والعمل المشترك لمقاومته، بجسم موحد ومحصن بتفاهمات سياسية، تزيل العلاقات المشوبة بالتوجس والحذر، بين أفرقاء الفعل العسكري السياسي المناهض للحوثي. غالباً مايتوفر لديك اليوم من فرص عملياتية، لن يتكرر بالضرورة غداً مرة ثانية، والحوثي الآن على شفا هاوية.

فتوى الحزمي

النائب محمد ناصر الحزمي يُخرِج ما تحت الطاولة إلى فوقها، ويكشف عدم إختلاف حزبه مع الحوثي تجاه قضية فلسطين، أي مع كل عربداته في المنطقة وجلبه للأساطيل الأجنبية، وتهديد الأمن والسلم الدوليين.

بمعنى: توجد جماعة في صف الشرعية سيوفها مع الحوثي، وعلى إستعداد للعودة ثانية لدراما تسليم المناطق له، هذه المرة بفتوى عدم جواز قتال من يقاتل إسرائيل.

نحن أمام إشكالية تعانيها الشرعية، فإلى جانب إزدواجية هذا المكون في داخلها، فإن العقيدة العسكرية متعددة الولاء، بحاجة لإعادة بناء خارج العواطف، يجب مأسسة الجيش وإعادة هيكلته، وفك التشابك بينه وبين الولاءات الحزبية المشيخية، وكل مكونات ماقبل الدولة. بالمناسبة موقف هذه الجماعة ليس صادماً، فمن أفتى بقتل الفئات المدنية الضعيفة من شعبه، ليس عصياً عليه أن يُفتي بعدم جواز قتال الحوثي.

 

Exit mobile version