الثوري – كتابات/
صالح شمسان
لن نلهث وراء من يريدون اليوم تقديم الحوثي وكأنه بطل وطني ومنقذ لليمن، بعد ان دمرها ومزق نسيجها وروابطها الوطنية والاجتماعية والثقافية وقضى على مستقبلها وعلى مشروعها الوطني الديمقراطي في بناء دولة المواطنة التي كنا على قرب منها أو على مسافة صفرية منها كما يقال اليوم.
ولن نكون مع تلك الدعوات التي تقول نحن نختلف مع الحوثي ولكن؟! وآه من كلمة لكن التي تخفي ورائها ما تخفي.. التي تريد من حزبنا أن يقع في افخاخ الحوثي ومشاريعه المدمرة للأرض والانسان اليمني، ولن ننجر كذلك وراء تلك الافلام المفبركة التي يخرجها ويمولها الحرس الثوري الإيراني، وتحت غطاء (الحرب في غزة).
تلك الافلام التي يتبناها الحرس الثوري الإيراني كسلاح لتمزيق وطننا العربي الكبير من خلال استخدام سلاح الدين، وسلاح الاختلافات المذهبية غير الوطنية.
وعلينا اليوم أن لا ننسى أو نتناسى أن جذر مشكلة اليمن مرتبطة بالحرب الظالمة والاجرامية على الحزب الاشتراكي اليمني وعلى الجنوب عام 1994.. وعلينا أن لا ننسى أو نتناسى كذلك أن جذر مشكلتنا واختلافنا مع الحوثي هو في انقلابه على الشرعية التوافقية وعلى مشروع بناء دولة المواطنة أولًا.. ومن ثم ثانيًا حروب الحوثي وغزوه لاستباحة المحافظات بما فيها المحافظات الجنوبية.
إن حزبنا الاشتراكي اليمني حزب تاريخي وطني بكل مواقفه.. وكان وما يزال وسوف يظل سباق في تحديد مواقفه السياسية الوطنية والقومية والأممية، انطلاقًا من تاريخه الوطني وتجربته النضالية التي تمتد لأكثر من ستة عقود.
وانطلاقًا كذلك من مصالح شعبنا ووطننا، بعيدًا عن المغامرات والارتباطات بالمشاريع الخارجية الاقليمية والدولية.. وهو يحدد مواقفه بكل مسؤولية وبدون الخضوع لأي املائات أو ضغوط من قبل كائن من كان. كما يحدد مواقفه من خلال هيئاته القيادية الشرعية المنتخبة.ونستغرب اليوم أن تكون هناك دعوات تطالب الحزب بمواقف، بينما الحزب قد حدد موقفه.
والحقيقة أن اصحاب تلك الدعوات لا يقرأون مواقف الحزب، ثم نجدهم يطالبون الحزب بتحديد مواقفه بالوقت الذي قد حدد الحزب مواقفه ببيان رسمي صريح، ونشر في مختلف وسائل الاعلام.