الثوري – كتابات/
أحمد طه المعبقي:
مهمة الدولة حماية مواطنيها فقتل أي مواطن يمني داخل الأراضي اليمنية من قبل قوات أجنبية يعد انتهاكًا للسيادة، ومباركة السلطات اليمنية لمثل هذا الانتهاك يعد تفريطًا بالسيادة الوطنية.
هذا المقتبس القصير، مأخوذ من موقف الأحزاب التي كانت منضوية في تكتل أحزاب اللقاء المشترك قبل مشاركتها في السلطة.
حيث كان للأحزاب موقف «بشأن مخاطر التدخلات الأجنبية على أمن اليمن وسيادته».
عقب أحداث سبتمبر شنت أول غارة أمريكية بطائرة مسيرة على محافظة مارب، استهدفت زعيم أحد التنظيمات الإرهابية واردته قتيلًا، قبل حوالي عقدين من الزمن، حينها علق النظام على الضربة الأمريكية بأنها تأتي ضمن تعاون السلطات اليمنية مع الولايات المتحدة الأمريكية والمجتمع الدولي «بشأن مكافحة الإرهاب» بينما أحزاب المعارضة (اللقاء المشترك) كانت لها موقف مغاير عن موقف النظام، واصدرت حينها تصريحات وبيانًا، واعتبرت الضربات الأمريكية على محافظة مارب تأتي ضمن تفريط النظام بالسيادة الوطنية.
وطالب البيان السلطات اليمنية بحماية مواطنيها من الضربات الأمريكية، وعدم التفريط بالسيادة الوطنية.
ولفت البيان بأن ملاحقة العناصر الإرهابية تأتي ضمن مهام الأجهزة الأمنية الوطنية، وليس من مهام أي دولة أجنبية التعدي على الأراضي اليمنية، وقتل المواطنين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.
عمومًا، كان خطاب أحزاب اللقاء المشترك بشأن مشاركة اليمن مع المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، خطابًا مشحونًا بالوطنية، وكان يرى بأن دور الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، ينبغي أن يتوقف عند مساعدتها للأجهزة الأمنية وتطوير أدائها وبناء قدراتها، وتزويدها لوجستيًا بتقنيات العصر، وتمكينها من اداء مهامها بتقنية عالية ، وليس بتحويل اليمن إلى مسرحٍ للعمليات الأمريكية.
عندما كانت هناك أحزاب معارضة, كان لديها خطاب عقلاني، وكانت تقيّم الضربات العسكرية التي تنفذها الويالات المتحدة الأمريكية في المنطقة تحت مسمى «مكافحة الإرهارب»، ستكون نتائجها وخيمة على مستقبل المنطقة، وستقوي شوكة الإرهاب، وستخلق إلتفافًا شعبيًا حوله، وستمهد لأنظمة أصولية في المنطقة لا تختلف عن نظام طالبان.
في الختام اترك للقارئ تقيم حالة التشرذم التي وصلت له الأحزاب السياسية اليوم، في ظل نمو متزايد للقوى الأصولية المتطرفة بأشكالها المتعددة، وغياب الحامل الوطني.