الثوري – تقارير «خاص»
تقرير/ ابراهيم غانم:
غطى المقترح الاسرائيلي بشأن تبادل المحتجزين وإيقاف القتال على حقيقة تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتواصل حرب التجويع ضد السكان.
المقترح الاسرائيلي أعلنه الرئيس الأمريكي بايدن الجمعة الماضية إلا أن نتن ياهو كعادته عاد ليناور ويتلكأ بهدف كسب الوقت، معلنا أن إيقاف القتال لا يعني إنهاء الحرب على قطاع غزة قبل تحقيق الحرب لاهدافها المعلنة.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حرباً مدمرة على قطاع غزة خلفت عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنية التحتية، مما أدى إلى مثول تل أبيب أمام محكمة العدل الدولية بتهمة الإبادة الجماعية.
وبالإضافة إلى الخسائر البشرية، تسببت الحرب بكارثة إنسانية غير مسبوقة وبدمار هائل في البنى التحتية والممتلكات، ونزوح نحو مليوني فلسطيني من أصل نحو 2.3 مليون في غزة، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل الحرب رغم صدور التدابير المؤقتة من محكمة العدل الدولية، وكذلك رغم إصدار مجلس الأمن الدولي لاحقا قرار بوقف إطلاق النار فورا.
يوم أمس حذر مكتب الإعلام الحكومي في غزة من أن استمرار توقف المساعدات الإنسانية يعني حكما بالإعدام على سكان القطاع، ومنهم350 ألف طفل دون سن الخامسة، بسبب سياسات التجويع وحرمانهم من الحليب والغذاء والمكملات الغذائية. وتوقع حدوث المجاعة خلال أيام إذا لم توقف إسرائيل حصار القطاع.
وإذ يعتمد أكثر من مليون نازح على المساعدات قالت منظمة العمل ضد الجوع إن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة تتصاعد بمعدل سريع ومن ينجو من القصف المستمر يواجه الموت جوعا. وحذرت المنظمة العالمية المعنية بالشات الإنساني من أن الغذاء في قطع غزة ينفد وقالت : بحلول اللحظة التي يعلن فيها عن حدوث مجاعة سيكون الأوان قد فات بالفعل.
وتفاقمت المجاعة منذ استيلاء الجيش الإسرائيلي على معبر رفح في السابع من مايو الماضي مانعا دخول المساعدات الصحيحة في الأصل كما منع خروج المرضى والجرحى لتقي العلاج.
مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في فلسطين التابع للأمم المتحدة ذكر أن مليونا ومئة ألف نسمة يعانون من مستويات كارثية من الجوع. خمسة مخابز فقط ماتزال تعمل في كامل القطاع. وإذ فر تسعمئة ألف شخص من الحرب في رفح فإن توقف الخدمات الصحية يهدد بكارثة تطال سبعمئة ألف شخص.
السبت الماضي قالت منظمة الصحة العالمية إن أكثر من أربعة من أصل خمسة أطفال أمضوا يوما كاملا بدون تناول طعام مرة واحدة على الاقل خلال ثلاثة أيام.
كانت سبعون منظمة حقوقيةدعت ، في بيان مشترك، كافة الجهات الرسمية المعنية والمنظمات الدولية والأممية المختصة إلى إعلان المجاعة رسميا في القطاع في ظل سرعة الانتشار الحالي للمجاعة ومعدلات سوء التغذية الحاد واتساع رقعتها جغرافيا وبين جميع الفئات، خاصة بين الأطفال.
ووفق وكالة “معا” الإخبارية أبرزت المنظمات الموقعة على البيان أن مستويات انعدام الأمن الغذائي تتفاقم بشكل مضطرد في جميع أنحاء القطاع نتيجة إصرار إسرائيل على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كسلاح حرب، في إطار جريمتها الأشمل في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
سبق أن حذرت 20 من وكالات الإغاثة والمنظمات الحقوقية العالمية من أن نقاط العبور الجديدة و”المرفأ العائم” في غزة بمثابة تغييرات “تجميلية”.
وقالت الوكالات والمنظمات نهاية مايو الماضي إن قدرة مجموعات الإغاثة والفرق الطبية على الاستجابة “انهارت الآن” مع وجود إصلاحات في المرفأ العائم ونقاط عبور جديدة “ليس لها تأثير يذكر”
وعبرت المنظمات والوكالات عن خشيتها من تسارع الوفيات الناجمة عن الجوع والمرض والحرمان من المساعدة الطبية، في حين تظل نقاط الدخول البرية والبحرية مغلقة فعليا أمام المساعدات الإنسانية ذات المعنى.
كان البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) صدّق بقراءة تمهيدية على مشروع قانون لقطع العلاقات مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإعلانها منظمة إرهابية.