الثوري – كتابات/
حسن الدولة:
من يطّلع على تاريخ المجتمعات يلاحظ أن الخطابات ذات البعد العرقي والمذهبي قد أدت في العديد من الحالات إلى صراعات وحروب دموية وتمزق اجتماعي. من الضروري أن نتعلم من هذه التجارب ونحاول بناء مجتمعات متعددة الثقافات والأديان تتسم بالتسامح والاحترام المتبادل. ولن يتاتى ذلك إلا من خلال الآتي:
بناء الدولة المدنية الاتحادية التي تكفل تمسك اللحمة المجتمعية وتحافظ على وحدة اليمن أرضاً وانساناً وذلك لان الدولة المدنية تلعب دوراً هاماً في ضمان التعايش السلمي بين الأعراق والأديان المختلفة. يجب أن تكون الدولة حارسة للنظام العام وتحمي حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية أو العرقية. يجب أن تكون الحكومة مسؤولة عن توفير المساواة في الحقوق والفرص والعدالة لجميع أفراد المجتمع.
الابتعاد عن تديين الدولة وتسييس الدين فالخطاب الديني ينبغي أن يكون مقصوراً على الأمور الدينية والفضاء الشخصي الفردي للمؤمنين. ينبغي أن يتم فصل الخطاب السياسي عن الخطاب الديني وأن يكون الخطاب السياسي متعدد الأصوات وشاملاً لجميع أفراد المجتمع بمختلف انتماءاتهم.
ومن الضروري أن يعمل السياسيون والزعماء الدينيون على ترويض الخطاب العنصري والمذهبي وعدم استغلال الدين لأغراض سياسية أو تهميش فئة أو عرق معين.
يجب أن تكون الدولة ملتزمة بتعزيز التعايش السلمي وحماية حقوق الجميع وسيادة القانون والمواطنة المتساوية والتداول السلمي للسلطة. ولابد ان نجعل من التعدد الثقافي والديني ميزة لا نقنة حيث يعد ثروة للمجتمعات المتحضرة، ولكن يجب أن يتم التعايش بين هذه الثقافات والأديان بروح التسامح والاحترام المتبادل، وأن يكون القانون هو المعيار الذي يحكم جميع أفراد المجتمع بغض النظر عن اختلافاتهم.
وفي الختام أهيب بمثقفينا وبأحزابنا السياسية والمنظمات الإجتماعية والمدنية أن يسعى الجميع في نشر الوعي ومحاربة تزييف وعي الناشئة، وتوعية المجتمع ونشر الوعي بخطورة الخطابات المذهبية والفرز العرقي. يجب على الجميع العمل سوياً للحفاظ على وحدة المجتمع وضمان التعايش السلمي والعدالة للجميع.