الثوري – كتابات/
أ.د/ محمد علي قحطان:
بعد حصار طويل لسكان محافظة تعز، دام أكثر من تسع سنوات، بدأت بوادر أمل لإنهاء هذا الحصار، يتمثل ذلك في بدأ العمل بإزالة السواتر والألغام التي تفصل بين منطقة الحوبان ومدينة تعز من الشارع الرئيسي الممتد من المدينة للحوبان عبر شارع القصر الرئاسي، كما أعلن عن فتح خط آخر يمتد من شارع الستين وحتى شارع الخمسين وصولاً إلى المدينة ليخصص لعبور شاحنات النقل الداخلة عبر الحوبان.
وحسب تصريحات رسمية من طرفي الصراع المسلح بأن العمل جار لإزالة عوائق المرور.
ومع تحقق ذلك فإن التواصل بين سكان المحافظة سيكون ميسرا أكثر من ذي قبل بجهد وتكلفة أقل، إلا أن استمرار قطع الطرق الرئيسة بين محافظة تعز وموانئ النقل البحري الرئيسة كمينا الحديدة وميناء عدن سيظل من أهم معوقات التبادل التجاري بين المحافظة وغيرها من المحافظات ويشكل عامل التحدي الرئيس لاستعادة الحياة الطبيعية والنشاط الاقتصادي والاجتماعي وبالتالي استمرار التدهور الاقتصادي والاجتماعي وصعوبة مواجهة آثار الحرب والحصار. واستمرار هذا الوضع يعني فسح المجال لأي مخططات خارجية تسعى لتمزيق اليمن وابقائها في دوامة الصراع والحرب والفقر والتخلف.
ولذلك نقترح لصناع القرار السياسي والعسكري من اليمنيين إدراك ما يدور حولهم والعمل على تحقيق ما يلي:
أولا: فتح جميع الطرق الرسمية الرابطة بين المحافظات اليمنية بصورة عامة وتسهيل عمليات النقل والتواصل بين أبناء الشعب شماله وجنوبة بعيدا عن الحسابات السياسية والعسكرية الضيقة، والتي لا تخدم اليمنيين، بل تفرقهم في صراعات وحروب داخلية دامية تبقيهم خارج العصر ووسيلة سهلة لتوظيفهم لاجندات خارجية.
ثانيا: الإسراع بمواجهة الحرب الاقتصادية المشتعلة من خلال التواصل المباشر بين بنك مركزي عدن ونظيره في صنعاء والتفاهم على إنهاء مشكلتي انقسام البنك المركزي والجهاز المصرفي والعملة الوطنية.
الأمر الذي من شأنه التنسيق المباشر بين اليمنيين لتوحيد مؤسسات الدولة وحل المشكلات والتحديات التي من شأنها إنهاء الصراع المسلح وتحقيق السلام وبالتالي إمكانية الجلوس على طاولة الحوار السياسي الفعال لإعادة بناء الدولة اليمنية العصرية والخروج من دوامة العنف والفقر والتخلف واستعادة الكرامة الإنسانية المهدورة للانسان اليمني بفعل عوامل عدة داخلية وإقليمية ودولية.