حوارات

أمين عام الاشتراكي اليمني: هناك تحولات جرت في سياق الحرب عملت على تغيير مضمون التسوية السياسية المرتقبة

  • الثوري – حوارات

أعدها للنشر/ بدر القباطي

أكد الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف، الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ان هناك عدد من التحولات جرت في المسارات الصراعية في سياق الحرب التي امتدت تسع سنوات عملت على تغيير مضمون التسوية السياسية المرتقبة لإنهاء الحرب في اليمن. وتحدث خلال جلسة نقاش افتراضية حول «آفاق التسوية السياسية في اليمن»، نظمها مركز صنعاء للدراسات «Sanaa Center For Strategic Studies» الجمعة، عن عدة مسارات تحولية جرت في المسارات الصراعية في سياق الحرب التي امتدت تسع سنوات عملت على تغيير مضمون هذه التسوية ليس كما يحلم بها اليمنيون.

وأوضح أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني خلال الجلسة التي ادارتها الاستاذة ميساء شجاع الدين، ان التسوية ستأتي على قاعدة الصفقة التي يمكن لها ان تتم بين القوى الخارجية المتنافسة في اليمن، سواء كانت السعودية أو الإمارات أو إيران أو بريطانيا أو امريكا أو لأسباب الغياب اليمني في ميزان القوى العسكري والسياسي سنظل نراوح في وضع اللا سلم واللا حرب، مع توقع اكيد من انفجار حرب مجدداً..

وفيما يلي النص الكامل لمداخلة الأمين العام:

ميساء شجاع الدين: هل سيتم التوقيع على التسوية؟

– د.عبدالرحمن عمر: الصورة كما تحدث عنها الاستاذ الدكتور ابوبكر القربي، ان الجميع ليست لديه معلومات وافية أو كاملة مما يسمى بالتوقيع على خارطة الطريق والمكونة من ثلاثة مراحل. في الحقيقة أنا اعيد هذا الامر إلى القوى السياسية كلها فهي لم تشارك في هذه المناقشات واقتصر الأمر فقط على مجلس القيادة الرئاسي.
المشكلة ليست في مسألة التوقيع، فالأمر سيتم، وسيتم التوقيع اليوم أو غداً أو لو تأخر حتى بعد شهر، لكن ما هو مضمون التسوية؟ هل هي تلك التي ترضي اليمنيين كلهم؟ أو الطموح الذي كان لدى الجميع في 2016؟ أنا اعتقد ان هناك عدد من التحولات جرت في المسارات الصراعية في سياق الحرب التي امتدت تسع سنوات وعملت على تغيير مضمون هذه التسوية، ليس كما يحلم بها اليمنيون، وسأذكر هنا ثلاثة أو أربعة مسارات تحولية:
المسار الأول: توقف المفاوضات اليمنية – اليمنية أو المباحثات اليمنية اليمنية التي تمت في الكويت.
المسار الثاني: جرت في عام 2017 تحولات كبيرة في مجمل جغرافية الصراع تمثلت في تقهقرات عسكرية بعد أن كانت قوات الشرعية قريبة من صنعاء، ثم سقط في هذا العام التحالف الحوثي العفاشي، الأمر الذي ادى الى استئثار انصار الله على مجمل القضايا التي هي في الطرف الاخر.
المسار الثالث: ظهور قوى سياسية وعسكرية جديدة في نفس العام في الجنوب، والاعلان عن قيام المجلس الانتقالي الجنوبي.
المسار الرابع: تم تبديل في العام 2017 المبعوث الدولي (ولد الشيخ) بضغوط شديدة مارسها الحوثيون (انصار الله)، وعين بدلاً منه البريطاني (مارتن جريفتش) كما عين في هذه الفترة ايضاً نائب للمبعوث الأممي الذي هو معين شريم، وظهر صراع مكتوم بين دولة الإمارات ومؤسسة الرئاسة في الشرعية اليمنية.
المسار الخامس: في العام 2018 ازدادت التدخلات الإقليمية في العملية العسكرية والسياسية في اليمن ومن ضمنها توقف المعارك على بوابات الحديدة الى نقطة معينة، اعقبه الذهاب الى ستوكهولم، ما نتج عنه تعديل ملموس في ميزان القوى العسكري لصالح الحوثي.
وكانت كل تلك المسارات المستجدة على طبيعة الصراع اليمني اليمني تؤسس في وجهة نظري الشخصية، رسماً لحدود وانصبة المصالح الحيوية سياسياً واقتصادياً بين دول التحالف العربي والمصالح الدولية الأخرى.
وفي ذات السياق أيضاً وفي فترة لاحقة تم انسحاب القوات العسكرية التابعة لحراس الجمهورية وقوات العمالقة الى الخلف، بامتداد يصل لنحو 71 كيلو متر…

ميساء شجاع الدين: لو تختصر يا دكتور..

– د.عبدالرحمن عمر: سأختصر بنقاط معينة..
المسار السادس: من العام 2019 الى 2022 حصلت تحولات في ميزان القوى السياسي والعسكري في اصطفاف الشرعية، ادت إلى إعادة صياغة الادوار والاحجام والاوزان للاحزاب والمكونات السياسية، وبالنظر الى هشاشة القوى السياسية والكيانات اليمنية أنا اتوقع نقطتين فيما يتعلق بالتسوية.
النقطة الاولى: إن هذه التسوية ستأتي على قاعدة الصفقة التي يمكن لها ان تتم بين القوى الخارجية المتنافسة في اليمن، سواء كانت السعودية أو الإمارات أو إيران أو بريطانيا أو امريكا وللاسباب التي ذكرناها سابقاً وما أدت اليه الى غياب اليمنيين في اتخاذ القرار، فإن المراوحة في وضع اللاسلم اللاحرب قد يمتد طويلاً مع توقع انفجار الحرب مجدداً.
أما السياق الجديد والذي سيحتضن هذا الصراع ايضاً بتشابكاته الداخلية والخارجية، اعتقد أنه سيكون في المرحلة الثالثة من خارطة الطريق عند المباحثات أو التفاوض الذي سوف يُناقش فيه شكل الدولة ومضمونها.
نستخلص من كل ذلك ان خارطة جيوسياسية جديده رسمت في اليمن، ولا تزال مستمرة تم نسجها بذكاء خلال تلك الاحداث في تلك الاعوام التسع التي مرت.

ميساء شجاع الدين: دكتور عبدالرحمن السقاف الاستاذ عبدالله نعمان كان اقترح في مداخلته، انه الشرعية تمتلك الخيار انها لا توقع على الاتفاق، أو انها حتى لو وقعت الاتفاق فانها تحتاج ايضاً الى إعادة تنظيم قواها هل تعتقد ان هذا ممكن؟ انها تعيد تنظيم نفسها بعد ثماني سنوات من الصراع الداخلي داخل هذا المعسكر؟ معسكر خصوم الحوثي؟

– د.عبدالرحمن عمر: الإجابة على هذا السؤال يحتاج ان نتناوله من مداخل كثيرة وليست اجابة اوتوماتيكية لمعرفة انها قادرة أو غير قادرة، واقصد بذلك النقطة الاولى اذا تم التوقيع على خارطة الطريق، واتخذت المملكة العربية السعودية وضعية الوسيط بين اليمنيين هذا يعني انها نجحت في جعل الحوثي يتفاوض مع الشرعية لأنه هو اصلاً كان رافض من البداية أن يتفاوض مع الشرعية، أو يتفاوض مع طرف يمني، باعتبار أنه قد حسم أمر الحرب لصالحة، وأنه من ناحية موازين القوى هو الأعلى والأقوى، لكن أن تتخذ دور الوسيط فيها مسألتين:
المسألة الأولى: أن السعودية نجحت في التفاوض مع الحوثي ووفقاً لخارطة الطريق المقدمة من قبلها وتمكنت في ذات الوقت أن يقبل الحوثي بالتفاوض مع الشرعية وهذا موضوع ذو أهمية.
المسألة الثانية: أن تكون المملكة العربية السعودية وسيط هذا لا يعني أن تعزل نفسها أو تمارس سياسة انعزالية تجاه اليمن، لأن الأمن القومي لليمن وللمملكة العربية السعودية، فيه تداخلات كبيرة، الأمر الذي لا يجعل أياً منهما يقول للأخر (باي باي)، هي صعبة من الناحية الموضوعية.
هناك موضوع آخر أيضاً.. والذي نادى به الدكتور القربي، وقصده لابد من القيام بتحالفات أو تجمع أو تكتل سياسي يمني موسع يتجاوز الأحزاب حتى إلى القوى الاجتماعية والمدنية كلها، ويتأسس لعملية انقاذ كما اشار إليه. ومن المهم في هذا الصدد ايضاً في طرحه أن هذا التكتل ممكن يقوم على أساس برنامج معين، وليس ضد خصم محدد، إلا اذا كان طرفاً ما اصّر على نفسه ان يكون خصم للجميع . ممكن بمؤازرة هذا النوع من التكتل السياسي ربما تستطيع الشرعية ان تفعل أي شيء رغم ان الوقت قصير جداً.

 ميساء شجاع الدين: فيما يتعلق بالجنوب الإشكالية الإقليمية طبعاً في الجنوب تبدو حادة وواضحة وحضرموت هي آخر الساحات.. التوتر السعودي الإماراتي.. ايضاً المهرة فيها نفوذ عُماني.. فيها بعض التنافس العُماني السعودي.. يبدو الجنوب ساحة لتجاذبات اقليمية كثيرة.. هل ممكن حماية الجنوب من هذه التوترات الإقليمية؟

– د.عبدالرحمن عمر: أولاً سواء كانت القضية الجنوبية أو الوضع السياسي عموماً في اليمن، داخل ضمن تنافسات اقليمية.. هذا أمر لابد من أخذه في الاعتبار، لأن الحضور في حضرموت في المهرة للدول الإقليمية وبشكل تنافسي وصراعي وارد وموجود، وأي تنافس غير مضبوط بأهداف تراعي مصلحة الأمن القومي في اليمن، سوف يصنع فوضى.. هذا أمر مؤكد.. ولن ينجو منه أحد.. وأنا هنا مع التعقيدات التي قالها الأستاذ عبدالله نعمان في أن أهمية الموقع الاستراتيجي لليمن يحمل وجهين، وجه ممكن يرسخ السلام، ووجه آخر ممكن يصنع الفوضى.. الموقع الاستراتيجي لليمن موقع خطر.. فصناعة أي فوضى فيه تحت أي مبررات سوف يصيب بالضرر صانعية. الآن القضية الجنوبية أو قضية شعب الجنوب، أصبحت مؤكدة سياسياً وأصبح لها وزن سواء كان ضمن موازين القوى السياسية والقوى العسكرية. فمتى ما وجدت هذه القضية تفهم من قبل القوى والاحزاب السياسية مجتمعة أو منفردة وبشكل ايجابي، ستكون القضية الجنوبية هذه مدخل الى السلام في المنطقة كلها بشكل شامل، مع الأخذ في الاعتبار انه من الصعب جداً اليوم تجاوز المجلس الانتقالي لانه يمثل وزن سياسي وعسكري مُعتبر. والأشياء التي تحصل في محافظة حضرموت او تحصل في محافظة المهرة أو أي محاولات لبناء أو اعداد استعجالي لقوى سياسيه أخرى لمواجهته، مسالة لن يكون لها أي حظ من النجاح وبالتالي التعامل مع هذا المجلس بطريقة تتبنى فيها خصومات ضده أو تضعه في اصطفاف (مع الإمارات وحسب) لهذا الغرض أمر غير سليم.
فالإمارات نعم بالتأكيد تدعم هذا المجلس باكثر مما تدعم غيره من القوى، وهذه مسألة جداً طبيعية.. فأي قوى داخلية في وضع صراعي تبحث لها عن اسناد أو عن شيء من هذا القبيل. لكن ما نشير إليه الان، انه من الصعب الان تجاوز هذا المجلس الانتقالي بما يمتلكه من وزن سياسي وجماهيري وعسكري.. والآن هو قد نجح حتى في اثبات قدرته على مكافحة الارهاب بشكل كبير، واستطاع أن يجعل من الجنوب امتداد جغرافي واحد بدلاً من تقطيعه ببؤر إرهابية.
أنا شخصياً في وجهة نظري أرى انه لابد من إعادة النظر للتعامل مع المجلس الانتقالي ليس على أساس خصم.. بل على أساس انه يشكل نقطة مهمة في ميزان المعادلة في الوضع السياسي اليمني ككل.

ميساء شجاع الدين: لكن هل هذا ممكن؟ المجلس الانتقالي حالياً جزء من الحكومة وجزء في مجلس الرئاسة لكنه ايضاً يطالب بدولة مستقلة بما يتناقض مع مرجعية الدولة اليمنية ككل.. هذه نقطة.. ويتناقض حتى مع مرجعية العمل السياسي ككل.. وهذه اشكالية كبيرة عندما تتكلم على مطلب يتناقض كلياً مع هذه المرجعية، فعلى أي أساس ممكن يكون في توافق؟ اضافة الى هذا وهذه مشكلة يمكن في القوى السياسية كلها وليست فقط في المجلس الانتقالي.. وهي مسألة (رجل في المعارضة ورجل في الحكومة) أن أكون أنا جزء من السلطة وانتقد السلطة التي أنا جزء منها.. لكن مشكلة المرجعية هنا أعتقد أنها تفرض نفسها.. انه على أي أساس ممكن الاتفاق أو التوافق مع أو التفاهم مع في الوقت الذي المرجعية كلها تختلف؟

– د.عبدالرحمن عمر: الحقيقة كما فهمت أنا.. وكما كنا نناقش نحن احزاب التحالف الوطني الداعمة للشرعية مع الأخوة في المجلس الانتقالي من باب احياء الشراكة مع بعض.. ثمة تعديلات في الرؤية السياسية لديهم، ناتجة عن الممارسة الواقعية للسياسة، ونتيجة للخروج من حالة الشعبوية في ممارسة السياسة وممارستها كحالة ثورية في سياق عمل سلمي وجزء من الدولة. في (تشا تام هاوس) لندن مثلاً، شارك فيها رئيس المجلس الانتقالي الأخ عيدروس ووجد ان هناك ثلاثة معطيات، اما ان يكونوا ضمن دولة اتحادية أو بالعودة إلى الدولة السابقة قبل الوحدة أو ضمن دولة واحدة في اليمن، وهذا طبعاً سوف يستدعي الاستفتاء.. هو لم يعد فقط (المجلس الانتقالي) يرفع شعار واحد في هذا الجانب، وهذا ما يجعل من القوى السياسية ان تتحدث معه وتقترب منه، لأن الممارسة الحقيقية للسياسة على الارض وعندما تتحمل المسؤولية يضعك أمام تصورات أخرى غير التي كانت في ذهنك. جانب آخر مما ذُكر يذكرني بأحد الغربيين عندما تحدث عن الاعلام في اليمن، وقال إن هذا الإعلام ليس إعلام للناس بالحقيقة هذا إعلام روائي يختلق الأحداث ويختلق المواقف..، ولهذا فكثير مما يقال هو غير صحيح أو لا وجود له والكل يتعامل بنفس الشكل للأسف الشديد.

ميساء شجاع الدين: فيما يتعلق بالاحزاب من الداخل.. هل الحزب الاشتراكي قام بمراجعة والاشتراكي كانت له تجربة مراجعة بعد 86م، لكن هل قام الحزب الاشتراكي حالياً بمحاولة لإعادة ترتيب اوراقه من جديد خصوصاً أن الحزب الاشتراكي كان عنده عبء أنه يمثل الجنوب.. وحالياً يبدو أن المجلس الانتقالي سحب البساط من تحته.. ويبدو الحزب ليس في أحسن حالته؟

– د.عبدالرحمن عمر: أريد أن ألفت نظر الدكتور القربي عندما تحدث عن الأحزاب في مداخلته الاخيرة، ذكر الأحزاب فقط التي منشأها من الشمال وأغفل ذكر الحزب الاشتراكي!
على أية حال نحن جزء لا يتجزأ من الحركة السياسية الوطنية اليمنية، وفي سياقاتها لدينا مسؤولية سياسية وأخلاقية خاصة بشأن القضية الجنوبية ولا نتجاوزها طبعاً، هذا امر مهم معرفته. انعقد مؤتمر الكونفرنس الحزبي للحزب الاشتراكي اليمني في ديسمبر 2014 في معمعة الصراع الذي كان جاري وبالعودة الى وثائقنا نحن لا نقوم بالرجم بالغيب لا.. بالعودة الى وثائقنا ستجدون كل ما حذرنا منه حصل، وكل ما حذرنا منه ايضاً اثبتته الاحداث.. ولا نقول هكذا تبجح، بالإمكان العودة الى وثائقنا خلال الفترة السابقة. مثلاً من الأشياء المهمة نحن كنا طالبنا بضمانات لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتم مع الأسف التحايل عليها من الأحزاب القوية حين ذاك وأدى إلى انفجار الأوضاع بالعنف.

ميساء شجاع الدين مقاطعة: عفواً يا استاذ عندي سؤال مهم هنا.. الحزب هو اكثر من مسالة التنظير يعني هذا حزب عليه ان يقوم بفعل سياسي ما علاقتكم بالكوادر؟ الحزب يمتلك كوادره في الشمال وفي الشرق وفي الجنوب في كل مكان.. ما هي قدراتكم على لملمة هذه الكوادر وفي ظل هذا الوضع وانتم لا زال عندكم القدرة على الحركة في بعض المناطق في اليمن؟

– د.عبدالرحمن عمر: التنظير هو ممارسة السياسة بإضفاء بعد المعرفة فيها..

ميساء شجاع الدين: اكيد وهذا وظيفة مركز صنعاء ايضاً..

– د.عبدالرحمن عمر، متابعاً: ولكن هناك من يمارس السياسة بعيداً عن التنظير (عن المعرفة) وهناك من يمارس السياسة بناءّ على مصلحته الذاتية الخاصة، وهذه هوية خاصة بالنسبة لنا موجودة.. نحن الآن نعمل على انعاش الحياة الحزبية الداخلية، ولو تتابعي فسترين منظماتنا الحزبية تنشط باستمرار في معظم المحافظات.. كوادرنا تشارك في كل اللقاءات التي تعقد في الخارج ضمن الورش التي تقوم بها منظمات دولية وأخرى.. ونحن حاضرين سياسياً مع كل تحالفاتنا الموجودة في تحالف الاحزاب الوطنية لأننا نؤكد تماماً انه لا يمكن لحزب وحده أن يعمل أي شيء في الظروف التي تمر بها البلد. وأنا مرة قرأت لك عبارة جداً ممتازة، وأنا استخدمها دائماً وهي (عندما تسقط الدولة تغيب السياسة وعندما تحضر الدولة تحضر السياسة ايضاً) ونحن أحزاب سياسية اليوم لا أحد يستمع لك..

ميساء شجاع الدين مقاطعة: لكن انتم مناط بكم مهمة استعادة الدولة حالياً؟

– د. عبدالرحمن عمر: طبعاً.. طبعاً.. نحن الآن نعمل على تنشيط علاقتنا بالمنظمات النقابية والمنظمات الجماهيرية وننسج علاقات مع منظمات المجتمع المدني وهذا عمل سوف يستغرق وقت، إلى جانب اطروحاتنا التي قمنا بها وذكرها الأستاذ عبدالرزاق أيضاً في انشاء تكتل وطني شامل يشترك رفاقنا ورفيقاتنا في الدورات التدريبية.. لكن مشكلتنا أن عندنا ضعف الجهاز الإعلامي.. والجهاز الإعلامي طبعاً يحتاج إلى أموال ضخمة.. والأموال الضخمة طبعاً لا تتوفر في الداخل.. ونحن لا نريد أن نمد أيدينا إلى أحد في الخارج.. وبالتالي نحن نطمئن الكثير أن الحزب الاشتراكي بالتأكيد سيمارس دوره مع بقية الاحزاب الوطنية في البلاد.

ميساء شجاع الدين: هناك سؤال من أسئلة الجمهور حول النساء اين النساء من هذا كله؟

– د.عبدالرحمن عمر: طبعاً موقف الحزب الاشتراكي من المرأة معروف.. هو ليس عنده انحياز ايديولوجي ضدها، نحن أقرينا في المؤتمر العام الخامس وأسميناه تحت عنوان (التحيز الايجابي للمرأة) أقرينا أن يكون حضورها %30 على مستوى الهيئات القيادية كلها.. طبعاً في ظروف الحرب لم يتحقق تنفيذ ذلك بشكل كامل، عندنا الآن الاخت جوهرة حمود وهي وزيرة سابقة في حكومة باسندوة ممثلة للحزب، هي الآن الأمين العام المساعد للحزب، وهي الآن تقوم بعمل الإشراف على الأمانة العامة وعندما يغيب الأمين العام ترأس اجتماعات الأمانة العامة في وضع الأمانة العامة الحالي.. عندنا ثلاث رفيقات في المكتب السياسي وعندنا كذلك 65 امرأة في اللجنة المركزية.. وأختصر المسافة.. على المستوى الأدنى سكرتيرة منظمة الحزب في مديرية تبن بلحج امرأة.. وسكرتيرة منظمة الحزب في فوه في حضرموت كذلك امرأة.

ميساء شجاع الدين: وهو الاهم المستوى الادنى ايضاً لا يقل أهمية؟

– د.عبدالرحمن عمر: نعم هو الأهم لأن هناك يحصل الصراع والاحتكاك اليومي بالمجتمع.

ميساء شجاع الدين: شكراً جزيلا كان ختامه مسك مع النساء طبعاً..

– د.عبدالرحمن عمر: سكرتارية محافظة تعز ايضاً توجد لدينا رفيقات في سكرتارية المنظمة الحزبية واتحاد الشباب الاشتراكي في تعز الذي شكل مؤخراً طلع %75 من قياداته من النساء.

ميساء شجاع الدين: هذا خبر ممتاز شكراً جزيلاً.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى