الكيان الاسرائيلي.. ارهاب الدولة
الثوري – كتابات/
عبدالرقيب عبده سيف:
هذه المرة في يوم 6/1/2024 بدأ بلينكن جولته في الشرق الأوسط بتركيا وبعد لقاءه بالمعنيين هناك، خرج بالتصريح التالي:
نشكر تركيا على على استعدادها للسعي في منع توسع الحرب في المنطقة ومشاركتها في تصور اليوم الثاني للحرب ونظراً لأن هناك آلاف الفلسطينيين بغزه يعانون من نقص المواد الغذائية والدوا ء وعلينا العمل على زيادة تدفق المساعدات وتجنيب المدنيين اخطار الحرب.
أول زيارة لبلينكن بعد 7/10/2023 جاء الى المنطقة كيهودي يطالب دول المنطقة بإدانة حماس وقبولهم بأن ما تقوم به اسرائيل من اباده جماعية في غزة والضفة هو حق الدفاع عن النفس لإسرائيل والجميع يعرف التحرك العسكري لواشنطن والغرب الذي تزامن مع بدء شن الحرب الإسرائيلية على غزة والتي ترافقت معها حملة اعلامية ضخمة للتغطية على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية المرتكبة وترتكب حتى الآن من قبل اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني في غزة واخفاء جرائمها في الضفة الغربية.
الملاحظ في تصريح بلينكن الجديد أنه لم يذكر كلمة واحدة لوقف الحرب وهذا لا يتعارض مع خطاب واشنطن الداعم لاستمرار هذه الحرب التي لم يشهد التاريخ ابشع منها حيث تستباح دماء الأبريا دون استثناء هدمت المساكن والمدارس والمستشفيات والمساجد والكنائس ومنع عنهم الغذاء والدواء ليحيط بغزة الموت من كل مكان وبكل الوسائل التى لا يتخيلها أي عقل طبيعي ولا تقبلها الطبيعة البشرية، بل الغريزة الحيوانية في مجتمعات الغابات.
ومع ذلك نلاحظ هذه الفترة تحركات أمريكية وغربية في ظاهرها دبلوماسية وتتوالى الزيارات لوزراء خارجية ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي الى لبنان ويطلبون من لبنان عدم محاربة اسرائيل لمنع توسع الحرب.
مما سبق يجدر التساؤل:
-1 لماذا يقوم الغرب بمطالبة لبنان عدم فتح حرب ضد اسرائيل؟
-2 لماذا لم يطلبوا من اسرائيل ايقاف عدوانها على لبنان او الضفة او غزة؟ برغم ان اسرائيل هي من تشن الغارات على لبنان وتقتل الصحفيين والمدنيين هناك.
-3 لماذا لم تذهب تلك الوفود الغربية الى الاطراف المعنية (اسرائيل وفلسطين) لتطلب منهما ايقاف الحرب لمنع توسعها في المنطقة؟
-4 لماذا تلك الوفود تتحدث عن سيناريوهات اليوم التالي للحرب؟
-5 لماذا الغرب يرى حماس والفلسطينيين ارهابيين، بينما اليميين الاسرائيلي الذي يمارس ارهاب الدولة ضد الفلسطينيين ويعتدي على أراضي سوريا ولبنان دون وجه حق يطلقون عنهم (يدافعون عن الديمقراطية).
من هذه التساؤلات يمكننا رسم بدون عناء هذه الخارطة:
أولاً: الغرب يمارس حرباً امبريالية، عملاً بنظرية المليارد الذهبي، والتي تقضي بحق الاعتراف القائم على التمييز العنصري البيولوجي لمليار واحد من البشر فيما بقيتهم لا يستحقون الحياة.
ثانياً: تحركات وفود دول المليارد الذهبي هو الترويج الاعلامي لتضليل شعوب المنطقة والعالم لامتصاص الغضب الشعبي وترويض عقول الشعوب لتقبل هذا النوع من حروب الإبادة. فمصطلحاً: اليوم التالي للحرب يطغى على مصطلح وقف الحرب واصبح الكثيرين يحللون المعنى مما ينسي العالم حقيقة الحرب بل وترويض العقل على قبول تكرارها في أي مكان آخر من العالم .
مصطلح سبعة اكتوبر: هي نقطة ارتكاز لتبرير حرب غزة واظهار الأمر بأنه (هلوكست العصر!) التي يجب تصديقها ففيها تم الاعتداء على اسرائيل وقتل الآلاف منهم واغتصاب الآلاف، و… إلخ.
ثالثاً: خطاب منع توسيع الحرب هو دعوة لتوسيعها ولكن مطلوب ان تحدد ادوار كل دولة بالمنطقة لتنفيذها، فتركيا مثلاً مطلوب منها هذا الدور وإيران مطلوب منها أيضاً هذا الدور تحت تأثيرات المصالح النفعية للمساعدة في اتساع الحرب، وخلق مشاريع جديدة في المنطقة العربية، وتقاسم الجغرافيا العربية بما يضمن مصالح الاستعمار على المدى الطويل، وتوسيع نموذج المنطقة العربية على أي مكان آخر من الكوكب عند الحاجة له.