ثقافة

قصيدة .. والحرب جاءت بالمقابر والحصار

 الثوري – ثقافة/

والحرب جاءت بالمقابر والحصار

………………………………  عبدالحكيم الفقيه

وتمر في طرق المدينة همهمات الجوع

والوجع المحاصر والشذى المسفوك والأمل المعلب

كم تئن الأغنيات

وكم يشيخ الوقت والجدران مازالت تصيح من القذائف والحصار هو الحصار الصبح

يولد حافيا كالعشب

والنايات واجمة وكم يمشي الندى في مشقر الوديان

فوق الطل والاسفلت

والناس الحزينة تشرب الشاي المنعنع

والحديث مكبل

والوقت يزحف دائخا من هول هذا الوضع

والعصفور يشدو دون رغبته ويبكي باختصار

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

****

قالت فتاة للفتى:

أين الطريق ٱلى الطريق؟

فلم يجب ومشى يدوس على الرصيف

وقال في صمت:

ترى هذي الطرابيل العتيقة هل ستجلب انتصار؟

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

****

أوقفت قلبي مرتين

لكي أرتب خانة الأشواق والفرح المؤجل

لا المدينة أدركت من أين تبدأ حربها

كلا ولا عرفت قراها كيف تنهي الحرب في عجل

وتكنس قانصي الأطفال من سطح المباني والمعاني

كلها عادت لمعجمها

والناس في قلق تصلي

والصدى والتين والزيتون والسور القصار

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

 ****

في السوق همهمة

وأوجاع المدينة في غلاف من زجاج

ها هنا قات

هنا زيت

وأكباد الدواجن ها هنا

شجن يغلف نفسه ويعيد ترتيب الدقائق والقذائف لا تكل ولا تمل

والسنا يلغي الظلال

هنا الضمور هو المدى والإقتصار

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

***

عبر ثلاثتهم على الإسفلت،

لم يلقوا التحية مثلما اعتادوا،

وزادوا رابعاً قبل افتتاح برامج المذياع،

وانصاعوا لصافرة تحذرهم

بأن يمضوا إلى أي الأزقة كي تمر مراكب البوليس مثل البرق،

وانهالوا على المقهى،

وداروا في المدار.

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

***

يتبادلون الصمت والأقوال والتبغ المهرب،

يحتسون الشاي في شغف

وينصرفون صوب المكتبات على الرصيف،

وينفخون غبارها،

والسعر أغلى من زمان،

قلبوا وتمعنوا وشروا روايات وتاهوا في المسار.

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

***

الشارع الممتد ممدود

كأن الحزن ينحت في تجاعيد الوجوه قصائدا حيرى

وصوت المطرب الشعبي في الباصات والدنيا ازدحام في ازدحام

قالت امرأة : تعبنا من حصار الحرب

أردف آخر : قالوا ارحلوا يتحملون.

الآن تاهوا في نقاش لم يزحزح كل شخص رأيه

الجو من هول الحرارة لا يطاق

كأنه من باطن الارض الذلولة صاعد خيط البخار

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

***

هذي المدينة أفرغت من وقتها وقتا لتدوين الأماني

أثلمت سيف القبيلة بالنراجس والورود

ولم تعد معصوبة العينين كالماضي القريب

فقد رأت ما لا يرى

وتوجعت وتصدعت لتقاوم الريح الغربية والخناجر والعشار

والحرب جاءت بالمقابر والحصار.

زر الذهاب إلى الأعلى