حلم النجومية
الثوري – ثقافة/
جابر علي أحمد:
يتردد مسمى حلم النجومية في الأوساط الفنية على خلفية ما أصبحت تتمتع به السطوة الإعلامية بفعل ثورة الاتصالات التي نعيش أحداثها اليوم.
وبالعودة إلى تاريخ الموسيقى ثمة حقيقة ظلت ملازمة للاهتمامات الموسيقية منذ بداية التشكل الحضاري. انها حقيقة البحث الدائم عن الشكل. والدافع لهذا البحث هو إحساس الفنان بعدم كفاية ما هو سائد فنيا عن تلبية احتياجات الإنسان الجمالية الموسيقية.
وعلى تلك القاعدة ظل الممارسون لفن الموسيقى يطورون من أدوات توغلات موسيقية تتيح لهم فرص الفوز بما يمكن أن تجود به جهودهم على هذا الصعيد.
من هنا ظهرت تلك التوغلات المعرفية الموسيقية التي ساهمت في تزويد الإنسان بممكنات جالية تتوسع بها مدارات تجاربهم الموسيقية.
لقد استمرت هذه الحالة إلى عهد قريب. ولعل الناس سيكتشفون ذلك لو تابعوا الحالة الوجدانية التي تعتري مرتادي الأعمال الجادة سواء في أوروبا أو في أي بقعة من العالم.
إن الحالة الوجدانية التي تسيطر على رواد دور الأوبرا في أية بقعة من العالم تعطي دليلاً ساطعاً على ماهية الوظيفة الموسيقية جمالياً.
أما اليوم فإن (الفنان) لا يهمه نخر البحث عن الشكل، بل ما يهمه أن يكون (نجما) وحسب!
وهذه النجومية أمر تتولاها وسائل الاعلام عبر ميكانيزمات (صناعة النجم). أن هذا الملمح أخرج كثيراً من الفنانين الذين يتمتع بعضهم بقدرات فطرية حقيقية من دائرة الابداع إلى دائرة ما يمكن أن نسميه (دائرة الكسل الإبداعي واضعين كل آمالهم على ما يمكن أن تحققه لهم شتى الوسائط الإعلامية من نجومية تعفيه من بذل الجهد اللازم لتقديم ما ينفع الناس جمالياً.
ولهذا تجد كل اصحاب الأصوات الجديدة فنياً لا يحلمون إلا بنجومية تصنع لهم مجداً هلامياً لا يفتأ يظهر حتى يختفي من دائرة الاهتمام العام.