وجهات

عام على رحيل القيادي يحيى الشامي

الثوري – في الذاكرة 

د. عمر العودي:

مرت علينا الذكرى السنوية لرحيل القامة الوطنية والقائد الاشتراكي الذي غيبه الموت يوم الجمعة 27 يناير 2023 السياسي اليساري المخضرم، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني، يحيى الشامي عن عمر ناهز الـ89 عاماً، الذي ترجل كفارس من فرسان الحركة الوطنية اليمنية واحد رموز الذاكرة الوطنية وكمفكر وسياسي وطني ملتزم لمبادئه التي حملها في أشد الظروف صعوبة، وجسد صلابة المناضل الذي سيظل يلهم أجيالاً كاملة، الإنسان الذي طالما دمعت عيناه وهو يحكي قصة وطن كافح طويلاً من أجل أن يراه سعيداً، ورغم كل الخيبات، كانت كل كلمة يطلقها المناضل الشامي في الزمن الصعب تحمل أملاً تتجدد معه وبه الحياة.. فقد كان لا يرى الحياة إلا في حركتها.

إن ذكرى رحيل أحد أبرز مؤسسي الحزب وقياداته التاريخية لأكثر من أربعة عقود تعيد الى الاذهان صلابة مناضل حقيقي لم تغريه المتغيرات التي كان من الممكن لشخص في مكانه في الحصول على مكاسب كبيرة للتماهي مع المتغيرات التي اعتبرها المناضل يحيى الشامي خروجاً ودماراً للمشروع الوطني الذي يمثله الحزب الاشتراكي اليمني والتعدي على الثوابت الوطنية في التبادل السلمي للسلطة وتثبيت مسيرة الديمقراطية الوليدة التي كانت وستظل من أبرز أهداف الحزب في نهجه السياسي والفكري ولم يلطخ تاريخه النضالي الحافل بالصبر والمثابرة والاسهام في كل المنعطفات للحركة الوطنية اليمنية.

ولد الشامي في العام 1933، بقرية «بيت الأشول» مديرية السدّة، محافظة إب.
بدأ تعليمه في المدرسة العلمية بصنعاء مطلع الأربعينيات، ثم انتقل للدراسة في مدينة جبلة، وغادر إلى القاهرة في 1956، لدراسة الحقوق.
بدأ نشاطه السياسي مبكرًا، من خلال التحاقه بحركة 1948، وما تلاها من مسيرة النضال الوطني لإسقاط النظام الإمامي، حيث انتسب الى حزب البعث العربي الإشتراكي في العام 1958.
لكن سرعان ما وجد نفسه على خلاف مع القوى التقليدية التي هيمنت على السلطة داخل حركة 5 نوفمبر، وحولتها الى «حركة رجعية الى الخلف»، كما يقول.

في هذه الأثناء قاد يحيى الشامي مع عدد من رفاقه منذ العام 1968 حوارًا سياسيًا لإيجاد صيغة للعمل المشترك، بين فصائل اليسار في الشمال، والتي كان يتصدرها حزب البعث العربي الاشتراكي، والحزب الديمقراطي الثوري، واتحاد الشعب الديمقراطي، أفضى إلى اندماج تلك القوى عام 1976 في إطار الجبهة الوطنية الديمقراطية.

يقول الشامي بعد أن تم «حسم مسألة ازدواجية السلطة، لصالح القوى التقليدية بدأت هذه القوى توجيه ضربات للعناصر الوطنية، وتلاحقهم في كل مكان، وصولًا إلى الأرياف، وقد شملت الضربات والملاحقات حتى عناصر عسكرية مستقلة من ضباط وجنود، دافعت عن ثورة 26 سبتمبر، وكانت الحملات العسكرية تصل إلى قراهم».

وأوضح أن عنفُ السلطة هو من دفع العناصر الوطنية إلى حمل السلاح والدفاع عن أنفسهم، في إشارة إلى حروب المناطق الوسطى، التي قال بأنها بدأت بشكل عفوي قبل تشكيل الجبهة الوطنية الديمقراطية التي اندمجت لاحقًا مع الجبهة القومية في جنوبي اليمن، لتشكل ما يسمى اليوم الحزب الاشتراكي اليمني.

لعب الشامي من خلال نشاطه الحزبي دورا مهما في كثير التطورات السياسية وكان شاهدا على معظم الأحداث والتغيرات التي عاشها اليمن خلال السبعة العقود الماضية.

إن إحياء ذكرى رحيل المناضل يحيى الشامي. وذكرى كافة القيادات الحزبية التي قضت حياتها في النضال الوطني يعتبر من أهم الأمور التي يتعين على رفاق ورفيقات الدرب إحيائها إذ تعتبر هذه المناسبات فرصة ثمينة لانعاش الذاكرة الوطنية التي تتعرض لمحاولات طمسها وطمس سيرة النضال الوطني وتجاهل لتضحيات الحركة الوطنية اليمنية في سبيل الحرية والخلاص من الحكم الإمامي الكهنوتي ومن الإستعمار البريطاني وتحقيق الأهداف الوطنية في الدفاع عن النظام الجمهوري ووحدة اليمن والحفاظ على سيادته الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى