لم تقتله الحرب.. قتلته كتيبة المهام الخاصة!
الثوري – كتابات/
فكري قاسم:
مات جاري المظلوم الشاب «علي محمد معجب» قبل أيام وخيم حزن كبير على عائلته وجيرانه.
مات «علي» وذهب الى ربه الكريم تاركًا خلفه اوجاع مبكية وقهر مزلزل وغصة مريرة وقصة شديدة الايلام؛ عن شاب مهذب طيب وخدوم ؛كان طيلة أيام الحرب مرابطًا في الحارة مثل بطل شعبي يسعف كل جريح بروح فدائية لا تهاب الرصاص الذي يتقارح بين قدميه من كل اتجاه. وظل يتبرع لهم بالدم ويتفقد أحوالهم واحول أسرهم بكل تفان وسخاء على الرغم أنه من بيت فقير أو على قدر الحال.
ولكنه مات بصمت؛ متاثرًا بجراحه بعد أن ظل طريح الفراش عثير داخل المستشفى لأكثر من شهر ونص تقريبًا. ولم يصاب في معارك استرداد الدولة التي شهدتها مدينة تعز؛ بل مات متاثرا بوابل رصاص كتيبة المهام الخاصة التي نفذ أفرادها الاشاوس اقتحام سافر لمنزله في حارة الجحملية قبل شهرين تقريبًا؛ في مهمة مباغتة للبحث عن متهم هارب؛ يسكن جوار بيت عائلة «معجب» ليدفع «علي» حياته بكل بساطة ثمنًا لفوضى واستهتار أفراد كتيبة المهام الذين داهموا منزله دون تهمة ومن دون أوامر قضائية تمنحهم حق اقتحام حرمات بيوت الناس.
مات علي بكل هذه الوحشية ولم تقتله الحرب يا الله؛ بل قتلته كتيبة المهام الخاصة لأكثر من مرة في وقت واحد.
قتلته في المرة الأولى يا الله عندما نفذت مداهمتها الخاصة لمنزله بالخطأ؛ وعندما افرغ أفرادها رصاصهم في بطنه وهو آمن داخل بيته بينما كان متفاجئ يصيح فيهم فزعًا: أنا أيش عملت؟.
ولم يرد أحد على سؤاله المستغيث يومها بل تركوا البنادق تتفاهم معه.
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الثانية عندما أنتهى أفرادها الاساوش من افراغ الرصاص في بطنه وغاردوا بيته منتصرين وهو جريح ودمه ينزف ملان الأرض ولم يهتز لهم قلب.
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الثالثة يا الله عندما افرغ أفراد المهمة الرصاص عليه بدم بارد؛ أمام والدته واخته المفزوعتين؛ دون أي رحمة أو ضمير ومن دون حتى أن يفكروا بإسعافه.
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الرابعة عندما تركوه مصابا طريح في المستشفى لأكثر من شهر ونص، بينما كانت حالته الصحية تتدهور في كل يوم أكثر من سابقه؛ ولم يسارعوا في نقله للعلاج خارج البلد رغم توصيات الأطباء بسرعة انقاذ حياته؛ لكنهم لم يكترثوا لذلك، ولم يأسفوا على فعلتهم وكانهم قتلوا جرو في مهمة خاطئة لاوزر لهم فيها!.
قتلته كتيبة المهام الخاصة للمرة الخامسة وهي تتحفظ على جثته الآن داخل ثلاجة الموتى تحت مبرر تشريح الجثة لمعرفة اسباب وفاته!.
ملاحظة:
كنت قد كتبت عن قصة علي قبل أكثر من شهر ونص يا الله؛ تناولت الواقعة الأليمة يومها في منشور واضح ناشدت فيه عدالة ورأفة وضمير فخامة رئيس مجلس القيادة الدكتور رشاد العليمي؛ ولعل صوتي لم يصل الى فخامته حينذاك.. ولا أعرف إذا ما كان صوتي سيصل اليه الآن وقد فاضت روح علي الى بارئها؛ بينما لايزال والديه المكلومين في حالة صدمة كبيرة يقتاتون مرارة الفقد وهم ميتين من الحزن على ولدهم البريء بصمت ويأملون من رئيس البلاد رجل الأمن والقانون المواساة والإنصاف.
الله يرحمك ياعلي محمد معجب ويعصم قلب والديك بالصبر؛ ويعين فخامة الرئيس لرفع الضيم عن أسرة يمنية بسيطة مالها غير الله وعدالة الدولة المنشودة.
من صفحة الكاتب على «الفيس بوك».