كتابات

لا سيّد إلاّ الشعب

“هنا ‎تعز .. أهلا بكم في رحاب الجمهورية، هنا لا سيد إلا الشعب”.

الثوري – كتابات/

همدان زيد محمد:

الإيجاز فن قول الكثير بكلمات أقل، هو أحد أرقى أشكال البلاغة التي تترك أثراً عميقاً في النفس. فلا تقاس الكلمات بعددها، بل بثقلها ومعانيه.

بالأمس انتشرت في وسائل التواصل الإجتماعي صورة للافتة علقت في مدخل مدينة تعز، الذي فُتح مؤخرا بعد 10 سنوات من الحصار، لافتة ذكية وواقعية واستخدمت بذكاء أيضا، نالت إعجاب اليمنيين. تكمن واقعيتها بأنها تختزل تاريخاً طويلاً من النضال والتضحيات، وتؤكد على قيم الجمهورية التي يتمسك بها الشعب. إلى جانب أنها تعبير قاطع عن رفض أي محاولة لتقييد حرية الناس أو فرض سيطرة غير مشروعة عليهم.

هذا النوع من البيان في اللافتة يعكس سحراً خاصاً، إذ أنه قادر على أن يوصل الرسالة بوضوح وقوة دون الحاجة إلى الإسهاب. ولا شك أن اللافتة تجسد هذا السحر في أبهى صوره لتروي قصة شعب لا يقبل إلا بالمساواة والحرية كقيم أساسية للحياة.

تبرز هذه اللافتة، كبيرةً معلقةً، ترحب بالواصلين إليها منها- من الحوبان عبر طريق قصر الشعب (جولة القصر، الكمب، جامع الخير، وصولا الى جولة الحوض)- وتعكس روح المقاومة والصمود لدى سكان تعز الذين يعانون من آثار الحرب والحصار منذ أكثر من عشر سنوات.

اللافتة التي تعلو الشارع، ليست مجرد رسالة ترحيبية فقط، بل هي تأكيد على روح الكفاح المستمر لأبناء المدينة التي كانت ولا زالت تحمل تاريخاً من الصمود والمقاومة في سبيل الجمهورية في وجه الصعوبات الجمة. كما هي معروفة بثرائها الثقافي والفكري.

الحصار المستمر منذ سنوات ألقى بظلاله الثقيلة على حياة السكان، حيث يعانون من نقص حاد في المواد الأساسية والخدمات. البنايات المدمرة التي تظهر في خلفية الصورة دليل واضح على حجم الدمار الذي خلفته الحرب بهذه المدينة. ومع ذلك، فإن عبارات اللافتة تعكس الإصرار على البقاء والصمود مهما كانت الظروف. فكل يوم يمر على المدينة يحمل معه قصصاً من الصمود والتحدي في وجه الإماميين الرجعيين الجدد، ويظهر عزيمة السكان على مواجهة الأوضاع الصعبة وعدم الاستسلام.

تعز اليوم ليست فقط رمزاً للمقاومة، حالها حال مأرب، بل هي أيضاً شهادة على قوة الإرادة الإنسانية وقدرتها على التكيّف مع الظروف القاسية. الرسالة التي تحملها اللافتة تظل تذكيراً دائماً بأن الشعب هو السيد، وأن إرادة الحياة أقوى من كل الصعوبات.

زر الذهاب إلى الأعلى